هذه المقالة مستلهمة من الدكتور نايف بن نهار - مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر

مالفرق بين الانسان والتاجر؟

سؤال مو منطقي أبدًا صح؟ من الأساس ماعلاقته بتقديم الخدمات؟

في سياق الوجود الإنساني المعيار هو ان تقدم ما يفيد الناس وليس ما يرغبون به، الرغبات شيء نسبي تختلف من واحد لثاني، هذا الشخص يرغب في سكين للطبخ، الآخر يرغب بسكين للإنتقام. إذًا كأنسان انت لا تستطيع ان تشبع رغبات الناس او ان تقدمها لهم، ان تكون انسان يعني انك ملزم ومسؤول عن تقديم الفائده للناس وليس دراسة رغباتهم وتقديمها.

المفهوم المعاكس هو التاجر؛ التاجر يعرض ما يرغب به الناس وليس ما يفيدهم، المنتج هذا ماشي سوقة؟ اعرضه، سوقه نايم؟ دور منتج ثاني. التاجر ممكن يمشي ورا الترندات، والترند هو رغبة مشتركة لمجموعة من الناس، هذه الرغبه مو شرط انها تكون مفيده لهم بل بالعكس ممكن تكون مضره. ان تكون تاجر - بمعناه البحت - يعني انك تلاحق ما يتطلع له الناس سواء كان شيء مفيد او لا.

انت كمقدم خدمة غايتك في عمقها ترتكز على واحد من اثنين:

• حل مشكلة

• نشر فائدة

في الحقيقة نشر الفائدة هو وسيلة لحل مشكلة. إذًا، جوهر تقديم خدماتنا هي حل مشكلة معينة، بمعنى تقديم حلول مفيدة تفيد الناس او المجتمع.

ان تقدم خدمة يعني انك ملزم بتقدم فائدة حقيقية وليس ملاحقة ترندات غبيّة، ليس ان تجري وراء قطيع، ان تتوجّة باتجاه الناس، الناس ممكن رايحين للحيط، والأمثلة لا تنتهي عبر التاريخ.

ان تقدم خدمة معناه ان تنظر بعين البصيرة كأنسان، ان يكون لك كيانك الذي تفكّر به، أن تتحرّك بوعي، تستنتج به ماهو الصحيح، ماهو المفيد لنفسي ثم للآخرين.