اول جملة في موقعك
١١/٣/١٤٤٧ هـ
لتصلك مقالاتي وقت كتابتها اشترك في نشرتي البريدية

لطالما كانت الكلمات الأولى موضع اهتمام البشر عبر العصور؛ لا اتحدث عن المواقع فقط بل في كل شيء فهي المدخل الذي نحكم من خلاله للأشياء. ورغم ما نقول عن "عدم الحكم على الكتاب من عنوانه"، إلا أننا فقط نخدع أنفسنا فنختار الكتب من عناوينها، والأفلام من ملصقاتها، وحتى الأشخاص من من انطباع كلماتهم الأولى.
مفهوم "الأول" يعني أن تمتلك ميزة فارقة، لكنه في الوقت نفسه عبء ومسؤولية. أوّل إنسان حلق بطائرة عاش خطر السقوط، لكن اسمه بقي خالداً. وأول من خطا نحو الفضاء واجه المجهول، لكنه كُتِب في صفحات التاريخ. وكذلك هي الجملة الأولى في موقعك؛ لديك مساحة صغيرة وثوانٍ معدودة لصناعة الأثر. دراسات Nielsen Norman Group تؤكد أن المستخدم يقرر إن كان سيبقى أو يغادر الموقع خلال 10 ثوانٍ فقط — وفي الغالب يكون الحكم من العنوان أو الجملة الأولى.
ماهي الـ Hero Statement بالضبط؟

قبل أن نستغلّ الوقت في صياغة تلك الجملة، من المهم أن نفهم ماذا نعني بـ"الجملة الرئيسية". في تصميم المواقع، عادة ما يكون هناك مكوّنان أساسيان:
العنوان الرئيسي (Main Headline):
الـtagline لموقعك وهو عبارة عن جملة قصيرة جدًا وواضحة تُعرّف بشكل مباشر ماذا يقدم الموقع أو الخدمة.العنوان الفرعي (Subheadline):
وهو جملة أو جملتان تعبّر عن القيمة (value proposition)، وتوضحان للزائر لماذا عليه أن يهتم ويكمل تصفح الموقع.
وبالتالي، عندما نتحدث عن "Hero Statement" فإننا نعني المجموع الكامل لما يُعرض في هذا القسم من عنوان رئيسي وفرعي معًا. الأول يجذب الانتباه، والثاني يقدّم الإقناع والوضوح.
“The homepage tagline must be clear and descriptive. The supporting subheadline can then expand on the value proposition.”
كيف نكتب اول جملة في موقعنا؟
السؤال الأهم: كيف يمكن صياغة تلك الجملة السحرية التي تُقنع الزائر بالبقاء؟ الأمر ليس سهلاً إطلاقًا، لكنه فن يمكن تعلمه. والأبحاث تعطينا إطارًا واضحًا.
وفقًا لـ Nielsen Norman Group وكتب متخصصة في الـ Value Proposition Design، يجب أن تُجيب الـ hero statement في الصفحة الرئيسية عن ثلاثة أمور أساسية:
what it is (ما هي الخدمة/الجهة بالضبط)
what it offers (ما القيمة أو العرض الذي تقدمه)
why it matters to me as a user (لماذا يهمني أنا كزائر/مستخدم؟)
هذه الركائز الثلاثة تُعطي الزائر بسرعة صورة واضحة: ماذا أفعل هنا؟ هل هذا يهمني؟ ولماذا علي أن أستمر في التصفح؟
لنبدأ التمرن العملي
الطريقة المثلى لاستخراج هذه الجملة ليست بالاختصار الفوري، بل بعملية تسمى
brain dump → distill → clarity:
اكتب بتفصيل: ماذا تفعل بالضبط؟ ما هي مهمتك؟
فسّر كيف تقوم بذلك؟ وضّح آلياتك وأسلوبك في العمل.
كيف ستساعد الزائر أو العميل؟ اشرح الفوائد والنتائج التي سيحصل عليها الزائر.
بعد هذا التفصيل، تبدأ عملية التقطير: جمع هذه الإجابات وصياغتها بلغة قصيرة، واضحة، ومباشرة.
فـالوضوح يتفوق دائمًا على الذكاء (clarity beats cleverness).
لنأخذ مثال تطبيقي
السياق: لنفترض أنك تملك استوديو استشاري في السعودية:
من انت- What it is: استوديو استشاري متخصص في تصميم الاستراتيجيات للشركات السعودية، تنمية المواهب، وتوليد الأفكار.
كيف - What it offers: حلول استشارية متجذرة في الثقافة المحلية وموجهة نحو تحقيق نتائج عمليّة.
لماذا - Why it matters: لمساعدة المؤسسات على بناء قدراتها وتحقيق أهدافها عبر حلول استراتيجية مُخصصة ترتكز على الفهم العميق للسياق الثقافي والعملي.
بناء على هذه المعلومات يمكننا صياغة جملة مثل:
العنوان الرئيسي (Main Headline):
قصير، مبسّط، ايجابي، يجذب الإنتباه
“Helping Saudi Businesses Grow Smarter”
(نساعد الأعمال السعودية على النمو بذكاء)
العنوان الفرعي (Subheadline):
بعض الإطارت التي استخدمها لبناء هذا العنوان هي:
نساعد(الجمهور المستهدف) على (المشكلة) للوصول الى (النتيجة/صورة النجاح)
[نتيجة محددة] بدون [مشكة/عائق شائع] خلال [مدة زمنيّة/آلية] لــ [شرحية محددة]
سنخرج بجملة مثل:
“We empower Saudi organizations overcome talent and strategy challenges to achieve sustainable growth.”
(نمكّن المؤسسات السعودية على تجاوز تحديات المواهب والاستراتيجيات لتحقيق نمو مستدام)

الآن دورك
تمرين كتابة الجملة الأولى لموقعك في الحقيقة هو تمرين تخصص، تمرين تمركز، تمرين يحتاج ان تتعمق في فهم عملك وجمهورك، من انت؟ ماذا تقدم؟ لمن؟ ولماذا؟. تعلمت اليوم جُزء من ما اقدمه في عالمي، هذا هو ما نبذله لأول قسم وكل قسم في اي موقع يتم تصميمه لنصل إلى نتيجة تحول الإستراتيجيات والافكار الى تصميم يحدث تأثير، يخاطب الفئات المناسبة، وبالطريقة الأمثل.
مستعد تستثمر في مشروعك معي؟
يمكنك ان تعمل مع مصمم، كاتب اعلاني، وخبير لدراسة مشروعك، اجمع تكلفتهم واحسب الجهد والصداع لكي تجعلهم يعملون معًا. او يمكنك العمل معي مباشرة بالضغط على الزر بالأسفل
نشرتي البريدية
تركّــز المقالات على تحويـل خبراتك إلى العالم الرقمي
كخبير ومستقل في مجالك
+64 مشترك