هذه الكمرا هي تقريبا من اسوء الادوات التي ممكن تستخدمها لاتقاط الصور، تحتاج ان تكون فاهم وخبير في التصوير لكي تخرج بصورة نوعًا ما جيده، بعد كل صورة تحتاج الى دقيقتين لكي تخرج الصورة وتتمكن من رؤيتها، ثقيلة، مُكلّفة، التصوير وادواتها ايضا مكلّفة ولكن في الحقيقة لقد اشتريتها، ليس لدي سبب قوي اخبرك به لماذا اشتريتها ولا تفسيرات، فقط قمت بشرائها لاني احببتها.
كل قراراتنا في الشراء هي قرارات واعية
نحن نعتقد هذا، ونعمل بنفس المبدأ حين نصمم تجربة المستخدم للعملاء في المواقع الإلكترونية. لكن في دراسة اثبت فيها Donald Norman ان الأمر يحدث في الجهه المعاكسة. قراراتنا وتصرفاتنا مرتبطة بالمشاعر وافضل مثال هو الكاميرا التي بدانا مقالنا بها. قبل ان اشتريها قرأت العديد من التقييمات وبصراحة كانت اغلبها سيئة ولا تؤيد الشراء، لا مقارنه بينها وبين الكاميرات الرقمية. لكن هنا انا لن احدثك عن المميزات (features) بل سأحدّثك عن الشعور عند الضغط على زر التصوير، الصوت والضوء الذي تصدره عند التصوير، والشعور بالحماسة عند أنتظار الصورة لكي تخرج، وأهم شيء الذكريات عن جدي الذي كان يستخدم كاميرا مشابهه. أشتريتها لاني فقط احببتها وليس بسبب مميزاتها.
ما يعنيه هذا لمصمم المواقع
هذه الفكرة تغيّر طريقة تفكيرنا كمصممين. إذا كانت قرارات المستخدمين عاطفية في المقام الأول، فالسؤال هو: كيف نصمّم مواقع تُحرك المشاعر؟ كيف نروي قصة بدلاً من عرض قائمة مميزات؟
الجواب يبدأ من فهم بسيط لكنه عميق: المستخدم لا يشتري المنتج، بل يشتري الشعور الذي يظن أنه سيشعر به بعد اقتنائه. الجميع يتحدث عن الألوان، النصوص المرتبة، والسرعة العالية للموقع. كلها ادوات وليست غايات. المهم هو: هل تُشعِر الصفحة الزائر بأنه في المكان الصحيح؟ هل تخاطبه كإنسان، لا كرقم في إحصائية؟
القصّة هي الوسيلة الأقوى لفعل ذلك. بدل أن تقول "نحن الأفضل"، قل: "هذا ما واجهه عميلنا السابق، وهذه رحلته، وهذه النتيجة". استخدم صورًا تعبّر، لا تشرح فقط. استخدم لغة تُقرّب، لا تُبهر فقط. اجعل التصميم يخدم القصّة، لا أن يكون هو القصّة.